الأربعاء، 10 مارس 2010

سعود عبدالعزيز العصفور / بصراحة / إضراب الخبراء

سعود عبدالعزيز العصفور / بصراحة / إضراب الخبراء

سعود عبدالعزيز العصفور

والله لا أعلم إلى أين نحن ذاهبون برفقة هذه الحكومة؟ الجميع مكتئب، ومتشنج، وخائف من المستقبل. جلسة واحدة في ديوانية من دواوين هذا البلد تعطيك شعوراً بأننا نسير بسرعة الضوء إلى الهاوية، ولا تقوم من جلستك تلك إلا وهم يناقضون جل ما ذكروه بترديدهم الجملة الكويتية المغرقة في السلبية «الله لا يغير علينا»! من يستطيع منكم أن يحدد ملامح مستقبلنا مع الحكومة ولو بلغة الإشارة أو حتى باللغة الهيروغليفية، فليتكرم علينا و يخبرنا بما هو مكتوبٌ لنا معها، فحتى «خبراؤنا» فاض بهم الكيل وفقدوا الأمل بها وبتعاونها.
أن يضرب عمال نظافة في إحدى وزارات البلد، فتلك مصيبة على مستويين وظيفي وصحي، بل وعلى مستوى حقوق الإنسان، وأن يضرب موظفو إدارة هامشية في إحدى وزارات البلد المكدسة بالموظفين، فتلك مصيبة أخرى وعلى مستويات عدة، ولكن أن يصل الأمر إلى أن يضرب «خبراء» الإدارة العامة للخبراء التابعة لوزارة «العدل» من أجل تحقيق مطالبهم «العادلة»، فهذا دليل على أن «عقل» الحكومة قد توقف عن العمل، وأن «جسدها» قد دخل مرحلة الغيبوبة الكبرى، ولم يتبق لنا سوى سماع أصوات النحيب على الفقيدة «حكومة» وكيف انتقلت إلى رحمة الله في عز «شيخوختها» بعد أن «خرّفت» كثيراً.
لو أن خبراء وزارة العدل على يقين بأن الحكومة ستولي مطالبهم الاهتمام الذي توليه لتعيين قنصلية في مشهد أو لتكريم فنانة درجة عاشرة ممن يسقطون علينا بالبارشوت الإعلامي مثل «القضاء المستعجل» لما تكبدوا عناء الإضراب والدخول في مواجهة قاسية على الجميع، خبراء ومسؤولين ومراجعين، ولكنهم جربوا كل الحلول الأخرى ليجدوا الحكومة التي تعهدت بمد يد العون لانجازه تهرب من الباب الخلفي لمجلس الأمة حتى لا يقر قانونهم ويستمر باب الخبراء «مخلع»، يعملون لإعطاء الآخرين حقوقهم بالعدل، وتعمل الحكومة لسحق حقوقهم مع سبق الإصرار والترصد!
المسؤولية حالياً لا تقع على عاتق خبراء الإدارة العامة للخبراء فقط، بل على كل من يشعر في نفسه ولو بدرجة من المسؤولية تجاه هذا الوطن من نواب وكتاب وإعلاميين وجمعيات نفع عام، حيث لا يمكن قبول تهديد الحكومة للخبراء بالإضرار الوظيفي في حال مارسوا حقهم في المطالبة بحقوقهم الوظيفية وعلى رأسها الحق الواضح والصريح وهو حق الإضراب عن العمل.

المصدر:
جريده الراي الخميس 11 مارس 2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق